هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (٢) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (٣) تَصْلى ناراً حامِيَةً (٤) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (٥) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (٦)
____________________________________
[٢] (هَلْ أَتاكَ) أيها الإنسان ، أو يا رسول الله (حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) أي خبر القيامة؟ وتسمى بالغاشية لأنها تغشى الناس بأهوالها ، والاستفهام للإلفات والإيقاظ.
[٣] (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) أي في يوم القيامة (خاشِعَةٌ) ذليلة بسبب ما عملت من الكفر والآثام ، وإنما نسب الخشوع إلى الوجوه لظهوره فيها.
[٤] (عامِلَةٌ) قد عملت في النار وكدت (ناصِبَةٌ) وتعبت ، فإن النصب بمعنى التعب ، ولكنها لم تنتفع بأعمالها وأتعابها ، بل بالعكس صارت دنياه سببا للعذاب والعقاب.
[٥] (تَصْلى ناراً) أي تدخل تلك الوجوه النار وتلازمها (حامِيَةً) قد حميت حتى تناهت في الحرّ.
[٦] (تُسْقى) أي أصحاب تلك الوجوه ، وقد أطلق الوجوه على أصحابها بعلاقة الجزء والكل ، من قبيل إطلاق «الرقبة» على الإنسان (مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) قد بلغت حرارتها وأناها إلى منتهى الدرجة ، فإن آنية بمعنى البالغة أشد درجات الحرارة.
[٧] ذاك شرابهم ، فما هو طعامهم؟ (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) وهو نبت يضر ولا ينفع. وفي حديث عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنه شيء يكون في النار يشبه الشوك أمرّ من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرّا من النار (١).
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ص ٣٣٦.