وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (٦) إِرَمَ
____________________________________
[٢] (وَالْفَجْرِ) أي قسما بالفجر ، وهو انفجار الصبح قبل طلوع الشمس ، فإن النور يظهر ممتدا في جانب المشرق قبل ساعة ونصف من الطلوع.
[٣] (وَلَيالٍ عَشْرٍ) أي قسما بالليالي العشر من ذي الحجة ـ على ما ذكروا ـ وكأن الحلف هنا بما ينشأ منه الخير ، فإن الفجر ينشأ منه الضياء ، وهذه الليالي محل الأعمال والطاعات.
[٤] (وَ) قسما ب (الشَّفْعِ) ركعتا صلاة الليل (وَالْوَتْرِ) الركعة الأخيرة منها ، أو الشفع يوم تروية ، والوتر يوم عرفة ـ كما روي ـ.
[٥] (وَ) قسما ب (اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) أي يمضي ، كقوله : (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) (١) وأصله «يسري» حذف الياء للسياق ، والمقسم له محذوف ، تقديره لنعاقب الكفار ، دلّ عليه قوله «ألم تر ..».
[٦] (هَلْ فِي ذلِكَ) الذي تقدم من الأيمان (قَسَمٌ) يكن (لِذِي حِجْرٍ) أي ذي عقل؟ فإن «الحجر» من أسماء العقل ، سمي بذلك لأنه يحجر صاحبه عن الإتيان بما لا يليق به ، والاستفهام للتأنيب ، بمعنى كيف لا تصدقون بما نقول بعد هذه الأيمان؟.
[٧] (أَلَمْ تَرَ) يا رسول الله ، أو أيها السامع ، والمراد بالرؤية العلم ، أي ألم تعلم (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ) أي بقبيلة عاد؟
[٨] (إِرَمَ) عطف بيان ل «عاد» ، وهي اسم أرض بنت عاد عليها أبنية فخمة
__________________
(١) المدثر : ٣٤.