ذاتِ الْعِمادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (١٠)
____________________________________
جميلة ، وإنما مع أن تكون «إرم» عطف بيان ، لأن «عادا» اسم لقبيلتين «عاد» الأولى و «عاد» الثانية ، فالأولى كانت صاحبة «إرم» والتقدير «عاد إرم» ، وهذا كما تقول «مررت ببني هاشم ، المدينة المنورة» (ذاتِ الْعِمادِ) جمعه عمد ، أي أبنية إرم التي كانت لها أعمدة ، ويستعمل العماد في القوة والشرف ، يقال «فلان رفيع العماد».
فقد قالوا إن «شداد» من أبناء «عاد» توسع سلطانه ، وعظم أمره ، وكان كافرا بالله ، فسمع بالجنة وأوصافها ، فقال نبني في الأرض مثلها ، فبناها في «إرم» وسميت بهذا الاسم ، وكانت عظيمة فخمة جميلة ذات قصور وحدائق وأثاث ورياش ، فلما أن أراد هو وقومه وجيشه دخولها أهلكهم الله سبحانه ، بأن بعث عليهم صيحة عظيمة فهلكوا جميعا.
[٩] (الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها) أي مثل قبيلة عاد ـ في القوة والثروة وما أشبه ـ أو مثل «إرم» في الفخامة والضخامة والجمال (فِي الْبِلادِ) والظاهر أن المراد عدم خلق مثلها في تلك الأزمنة ، لا مطلقا.
[١٠] (وَ) ألم تر كيف فعل ربك ب (ثَمُودَ) قوم صالح (الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ) أي قطعوا الصخور من الجبال ، وجاؤوا بها (بِالْوادِ) أي وادي قرى ، وهو مسكنهم فبنوا بها البيوت الصخرية؟
[١١] (وَ) ألم تر كيف فعل ربك ب (فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ) جمع «وتد» الذي كان يدق في جسم مخالفيه الوتد ، ويذره حتى يموت ـ كما قيل ـ