الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (١٤) فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ
____________________________________
والمراد به فرعون موسى عليهالسلام وقد مثل الله سبحانه بأقوى الأمم في زمانهم ، ليبين أنهم حيث عتوا وخالفوا أوامر الله سبحانه أهلكهم سبحانه ولم تنفعهم قوتهم شيئا ومصير هؤلاء الكفار ـ الذين هم أضعف من أولئك ـ مصير أولئك لو تمادوا في الكفر والطغيان.
[١٢] (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ) أي تجبروا على أنبياء الله ، وعملوا بالكفر والمعاصي.
[١٣] (فَأَكْثَرُوا فِيهَا) أي في البلاد (الْفَسادَ) بالقتل والفجور وغيرهما.
[١٤] (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ) وإنما عبر عن العذاب بالسوط لشدة إيلامه ، ونسب إليه الصب لأن السوط حيث فيه لين يأتي إلى الجسم تدريجيا مشابها للصب ، الذي يأتي على الجسم بتدريج ـ وفي هذا التعبير من البلاغة ما لا يخفى ـ.
[١٥] (إِنَّ رَبَّكَ) يا رسول الله (لَبِالْمِرْصادِ) هو المحل الذي يجلس الإنسان ليرصد ويراقب أحوال غيره ـ من حيث لا يرونه ـ وهذا كناية عن أنه سبحانه مطلع على الناس ، فمن كفر وأساء مراقب من قبله تعالى ، لا يفوته.
[١٦] وهكذا يطغي الإنسان ـ ليكون له ذلك المصير ـ إذا لم يسترشد بإرشادات الله تعالى (فَأَمَّا الْإِنْسانُ) والمراد به الذي لم يهتد بنور الإيمان (إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ) أي امتحنه واختبره ، و «ما» مزيدة جيئت