أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨)
____________________________________
إلى غيرهم ، كما قال عليهالسلام : «لا صدقة وذو رحم كاشح» ـ (١).
[١٧] (أَوْ مِسْكِيناً) وهو الفقير الذي أسكنه الفقر ، فإن الأغنياء يتحركون في مختلف حوائجهم ، أما الفقراء فإنهم حيث لا مال لهم لا يتمكنون من التصرف في الشؤون (ذا مَتْرَبَةٍ) بمعنى الحاجة الشديدة من قولهم «ترب الرجل» إذا افتقر ، وأصله من التراب ، لأن الفقر يلازم التراب ، لعدم فراش له ليقيه منه ، فالمعنى قد لصق بالتراب من شدة فقره.
[١٨] (ثُمَ) لترتيب الكلمة لا ترتيب المطلب (كانَ) ذلك الإنسان الذي لم يقتحم العقبة (مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله وما جاء به ، وهذا عطف على النفي ، أي لم يقتحم العقبة مع كونه مؤمنا (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) أي أوصى بعضهم بعضا بأن يصبر على الشدائد ، طاعة كانت أو معصية أو مصيبة ، بأن يعمل الأول ، ويترك الثاني ، ولا يجزع في الثالث (وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) أي برحم الناس والعطف عليهم ، فإن «مرحمة» مصدر ميمي بمعنى الرحم.
[١٩] (أُولئِكَ) المتصفون بفك الرقاب وإطعام الطعام والتواصي بالصبر والمرحمة (أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) يؤخذ بهم ـ في القيامة ـ ناحية اليمين نحو الجنان ، ويعطون كتابهم بأيمانهم ، أو أنهم أصحاب يمن وبركة.
__________________
(١) راجع من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٦٨ ، وردت كلمة محتاج بدل كاشح في الحديث.