وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (١٥)
____________________________________
[١١] (وَهَدَيْناهُ) أي أرشدناه (النَّجْدَيْنِ)؟ أي سبيل الخير وسبيل الشر ، وأصل «النجد» هو العلو ، وكأن الطريق موجب لارتفاع الإنسان ارتفاعا معنويا بوصوله إلى حاجته ، أو لظهور الطريق سمي نجدا تشبيها بالمرتفع من الأرض.
[١٢] (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) «الاقتحام» هو الدخول في الشيء بشدة ، و «عقبة» هي الطريق الصعب في الجبل ، أي أن الإنسان لم يشكر تلك النعم التي أعطيناها إياه باقتحام الأمور الحسنة والعمل بها ، وسميت عقبة لشدة أمرها على الإنسان.
[١٣] (وَما أَدْراكَ) أيها السامع (مَا الْعَقَبَةُ) أي ما هي العقبة؟ وهذا التعبير لتعظيم أمرها والإجلال لها ، ثم فسرت العقبة بأنه عتق العبد والإطعام.
[١٤] العقبة هي (فَكُّ رَقَبَةٍ) أي تحرير العبد من إسار الرق ، وإنما أطلق على الإنسان «الرقبة» بعلاقة الجزء والكل ـ كما قرر في البلاغة.
[١٥] (أَوْ إِطْعامٌ) «أو» بمعنى الواو ، يعني أن من أفراد «العقبة» إطعام الناس (فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) «السغب» هو الجوع ، والمسغبة المجاعة.
[١٦] (يَتِيماً) مفعول «إطعام» أي ليطعم الطفل الذي مات أبوه (ذا مَقْرَبَةٍ) أي ذا قرابة من المطعم ، فإن الإحسان إلى الأقرباء أفضل من الإحسان