أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (٥) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (٦) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (٨) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (٩)
____________________________________
(أَيَحْسَبُ) أي هل يظن ويزعم الإنسان (أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) بسلبه القوة والثروة والحياة وما أشبه؟
[٧] وإذا قيل له : ابتغ مرضاة الله ببذل الأموال في سبيله لأنك عبد عاجز ضعيف له سبحانه ، وهو قادر على تقليبك كيف يشاء (يَقُولُ) في الجواب : (أَهْلَكْتُ) في الإنفاق (مالاً لُبَداً) أي كثيرا ، مأخوذ من تلبد الشيء إذا تراكم بعضه على بعضه ، وحسبي ما أنفقت ـ كما أن هذا هو منطق الأثرياء غالبا ـ.
[٨] (أَيَحْسَبُ) أي يزعم (أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) حيث أنفق؟ بل إنّ الله رآه وعرف قدر إنفاقه ولم يكن ما أنفق كثيرا بالنسبة إلى أمواله وبالنسبة إلى مقابلته بالثواب المرجو في الآخرة للمنفقين. قيل : إنها نزلت في الحرث ، وذلك أنه أذنب ذنبا فاستفتى رسول الله؟ فأمره أن يكفر ، فقال : لقد ذهب مالي في الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٩] إنه يبخل عن بذل بعض ماله في سبيل الله الذي أودع فيه القوى التي لا تثمن بثمن فلم يؤدّ شكرها ، ولم يبصر بسببها طريق الرشاد (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) ليبصر بهما ويرى طريقه؟
[١٠] (وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ)؟ لينطق به ويتجمل بالشفة لعدم قبح منظره بفغر الفم.