فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها (١٥)
____________________________________
من أفراد القبيلة ، وهو «قدار» ، وهو الذي عقر الناقة.
[١٤] (فَقالَ لَهُمْ) تفريع على «كذبت» لا على «انبعث» ، والضمير عائد إلى قبيلة ثمود (رَسُولُ اللهِ) والمراد به صالح عليهالسلام : احذروا (ناقَةَ اللهِ) بأن تمسوها بسوء (وَ) احذروا (سُقْياها) أي شربها من الماء فلا تزجروها في شربها ، فقد كان هناك نهر ، وقرر صالح أن يكون ماء النهر يوما للناقة وتعطي بعوضه اللبن بقدر احتياج القبيلة ، ويوما للناس ، وقال لهم : إن مسستم الناقة بسوء أخذكم العذاب ـ كما تقدم تفصيل القصة ـ.
[١٥] (فَكَذَّبُوهُ) أي كذب أهل قبيلة ثمود صالحا عليهالسلام ـ المتقدم باسم «رسول الله» ـ (فَعَقَرُوها) أي نحروا الناقة وضربوا يديها ورجليها بالسيف ، والعاقر كان واحدا لكن تآمرهم على ذلك ورضاهم به أوجب إسناد الفعل إلى جميعهم (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) أي دمر عليهم الله تعالى ، فإن الدمدمة ترديد الحال المستكره بمضاعفة ما فيه المشقة (بِذَنْبِهِمْ) أي بسبب ذنبهم بعقر الناقة (فَسَوَّاها) أي سوى الله الدمدمة عليهم أجمعين بحيث لم يفلت منها أحد ، أو سوّى الله أرضهم بحيث استوت فلا شيء فيها.
[١٦] (وَلا يَخافُ) الله سبحانه (عُقْباها) أي عاقبة الدمدمة ، فإنه هو السلطان المطلق الذي لا معقب لأمره ، وليس كأفراد البشر ـ الذين يخافون عاقبة بعض أعمالهم ـ وإن بلغوا ما بلغوا من السلطة والشوكة.