فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢)
____________________________________
[٩] (فَأَلْهَمَها) أي عرّفها بطريق الإلقاء في القلب (فُجُورَها) أي عصيانها (وَتَقْواها) أي إطاعتها ، فإن كل إنسان يميز بين الخير والشر والطاعة والعصيان ، وهذه الأقسام في هذه السورة وغيرها إنما تلفت الأنظار إلى هذه الآيات والمعارف ، بالإضافة إلى كونها حلفا ، فلا يقال : أية حاجة لهذه الأيمان؟
[١٠] (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) هذا هو المقسم له ، أي فاز من زكى نفسه وطهرها من الآثام والكفر.
[١١] (وَقَدْ خابَ) أي خسر (مَنْ دَسَّاها) أي أخملها وأخفى محلها بالكفر والعصيان ، فإن «دس» نقيض «زكى».
[١٢] ثم جاء السياق ليهدد الذين يدسون أنفسهم بأن مصيرهم مصير أولئك الأقوام المكذبين من قبلهم (كَذَّبَتْ ثَمُودُ) أي قبيلة ثمود وهم قوم صالح عليهالسلام (بِطَغْواها) أي بسبب طغيانها ، فإن الطغيان يوجب التكذيب والكفر كما قال سبحانه (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) (١). و «طغوى» و «طغيان» بمعنى واحد ، وهو مجاوزة الحد في العصيان.
[١٣] (إِذِ انْبَعَثَ) فقد بعثه الأشقياء لارتكاب هذه الجناية ، فانبعث (أَشْقاها) أي أشقى ثمود ، بمعنى الفرد الذي هو أكثر شقوة من غيره
__________________
(١) الروم : ١١.