وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥)
____________________________________
[٢] (وَالضُّحى) أي قسما بالضحى ، وهو وقت ارتفاع الشمس في كبد السماء بحيث يعم نورها ، والواو في مثل هذه المواضع استئنافية لتمليح الكلام وتوحيد السياق.
[٣] (وَاللَّيْلِ) أي قسما بالليل (إِذا سَجى) أي سكن واستقر ظلامه ، فإن «السجو» بمعنى السكون.
[٤] (ما وَدَّعَكَ) يا رسول الله (رَبُّكَ) أي ما ترك عنك الوحي توديعا لك ، بأن يكون كالمفارق الذي يودع صديقه (وَما قَلى) أي ما قلاك ، بمعنى ما أبغضك ، فإن القلى بمعنى المبغض.
روى عن الإمام الباقر عليهالسلام إن جبرئيل أبطأ على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنه كانت أول سورة نزلت (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ثم أبطأ عليه ، فقالت خديجة : لعل ربك قد تركك فلا يرسل إليك؟ فأنزل الله تبارك وتعالى (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (١).
[٥] (وَلَلْآخِرَةُ) «اللام» للتأكيد (خَيْرٌ لَكَ) يا رسول الله (مِنَ الْأُولى) أي الدنيا ، فقد أعد لك الخير هناك ، فكيف يتركك ويقلاك في منتصف الطريق؟
[٦] (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ) يا رسول الله ، في الآخرة (رَبُّكَ) بما تشاء (فَتَرْضى) من كثرة فضله وإحسانه ، ومن جملة ما يعطى صلىاللهعليهوآلهوسلم الشفاعة ـ كما لا يخفى.
[٧] ثم أخذ السياق يعدد بعض نعم الله سبحانه عليه سابقا ليؤكد أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ص ٤٢٨.