أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)
____________________________________
الآن في وسط الطريق بين نعمة سبقت ونعمة تأتي فكيف يقلاه بعد ذلك؟ (أَلَمْ يَجِدْكَ) الله (يَتِيماً) قد مات أبوك (فَآوى) أي آواك ، وأعطاك مأوى ومنزلا وعشيرة تأوي إليهم ، في حين أن اليتيم كان ذليلا مهانا لدى أهل الجاهلية؟
[٨] (وَوَجَدَكَ) يا رسول الله (ضَالًّا) قد تفردت في أناس جاهليين كالشيء الثمين الذي يضل في صحراء مقفرة (فَهَدى) الناس إليك فأخرجك عن الوحشة والتفرد حيث لا يهتدي الناس؟
[٩] (وَوَجَدَكَ) الله (عائِلاً) أي فقيرا لا مال لك (فَأَغْنى) أغناك بالمال ، كمال خديجة عليهاالسلام وغيره.
[١٠] وإذ قد ذاق الرسول مرارة اليتم والضلال والفقر ، فليحن على البائسين ويعطف على المنكوبين (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) أي لا تقهره يا رسول الله ، بأن تزعجه وتظلمه. والرسول وإن كان منزها عن ذلك لكن الأوامر والنواهي شاملة له كشمولها لغيره من سائر المكلفين.
[١١] (وَأَمَّا السَّائِلَ) الذي يسأل المال ، وهو الفقير ومن أشبهه (فَلا تَنْهَرْ) أي لا تطرده خائبا ، بل أعطه شيئا ، أورده ردا جميلا.
[١٢] (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) التي أنعمها عليك ، والمراد بها جنس النعمة ـ ومن أعظمها الهداية ـ (فَحَدِّثْ) للناس ، حتى تظهر فضله سبحانه فإنه بالإضافة إلى كونه شكرا ، فهو تعليم للناس بأن لا يستروا النعم ، كما جرت عادة الكثيرين ، بأن يذكروا نواقص حياتهم ، ولا يذكرون فضائله سبحانه عليهم.