وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥)
____________________________________
[٢] (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) أي قسما بهاتين الفاكهتين ، وإنما جاء الحلف بهما لكثرتهما في الشام وحواليها المباركة ـ التي يراد التلميح إليها لكونها مبعث الأنبياء ومهبط ملائكة السماء ـ.
[٣] (وَ) قسما ب (طُورِ سِينِينَ) يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى و «سينين» و «سيناء» لغتان فيه فالقسم برزق الله المادي الفواكه ، وفضله المعنوي الرسالات.
[٤] (وَ) قسما ب (هذَا الْبَلَدِ) وهو مكة (الْأَمِينِ) الذي يأمن فيه الخائف ، فكأنه لا يخون وارده بإهلاك وإيذاء.
[٥] (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) هذا جواب القسم ، والتقويم بمعنى تصيير الشيء على ما ينبغي أن يكون عليه من التأليف والتعديل يعني الإنسان مخلوق في أحسن طراز من جهة حواسه وظواهره ، ومن جهة مشاعره وأجهزته ، وهذا يناسب القسم ، لأن الكل إحسان وإفضال ففاكهة ، ووحي ، وإنسان ينتفع بهما في مادياته ومعنوياته.
[٦] (ثُمَّ رَدَدْناهُ) أي أرجعنا الإنسان (أَسْفَلَ سافِلِينَ) أي تركناه ولم نلطف به الألطاف الخفية حتى تردى في أبعد مهوى ، وصار في أسفل من كل إنسان ، والمعنى أن الإنسان له شأنية هذا النحو من التردي إذا أعرض عن الإيمان والهدى واتبع الأهواء والشهوات.