ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)
____________________________________
[١٧] (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) نسبة الكذب والخطأ إلى الناصية مجاز باعتبار علاقة الجزء والكل ، كما أن نسبة الإيمان إلى الرقبة في قوله (رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) (١) كذلك والمراد أن صاحب الناصية كاذب في أقواله خاطئ في أعماله.
[١٨] (فَلْيَدْعُ) ذلك الإنسان الناهي (نادِيَهُ) أي أهل مجلسه وأصدقائه ، فإن «النادي» هو محل الاجتماع ، الذي ينادي بعضهم بعضا إليه ، ونسبة النداء إليه مجاز من باب «اسأل القرية» يعني يدعوهم لخلاصه فهل يتمكنون إنقاذه من بطش الله سبحانه؟
قال ابن عباس : لما أتى أبو جهل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انتهره الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال أبو جهل : أتنتهرني يا محمد فو الله لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديا مني؟ فأنزل الله هذه الآية.
[١٩] (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) يعني إنا ندعو الملائكة الموكلين بالنار لقبض ذلك الشخص الناهي ، وليدع هو ناديه ، حتى يظهر أينا يغلب الآخر. وهذا تهديد له بأنه لا منقذ له من بطشه سبحانه ، و «الزبانية» جمع «زبينة» وهي النفس التي تدفع ، من «الزين» بمعنى الدفع ، فإن الملائكة يدفعون المجرمين إلى النار دفعا.
[٢٠] (كَلَّا) ليس الأمر كما زعم هذا الناهي ، ف (لا تُطِعْهُ) يا رسول الله في ترك الصّلاة التي ينهى عنها (وَاسْجُدْ) لله سبحانه ، أو بمعنى أخضع له بالصلاة ونحوها (وَاقْتَرِبْ) من رضوان الله بطاعته وعبادته من «القرب». وسورة اقرأ إحدى «العزائم» الأربع ، وهذه هي آية السجدة.
__________________
(١) النساء : ٩٣.