وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥)
____________________________________
[٢] (وَيْلٌ) هي كلمة تقال لبيان سوء حال المقولة فيه (لِكُلِّ هُمَزَةٍ) هو الكثير الطعن على الناس بغير حق العائب لهم ، وأصل الهمز الكسر ، فكأن العائب يكسر الشخص ويهدم شوكته (لُمَزَةٍ) هو المغتاب للناس ، وهما وصفان بمعنى «همّاز» و «لمّاز».
[٣] (الَّذِي جَمَعَ مالاً) من هنا وهناك (وَعَدَّدَهُ) أي أحصاه ، ليرى كم زاد ، وهذه صورة للإنسان الشره المنحط النفس الذي يدأب في جمع المال ، ويعيب الناس كلهم بلا استثناء.
[٤] (يَحْسَبُ) أي يظن (أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) أي يقيه في الدنيا ويمنعه من الحوادث ، فإن كل حادث ينوبه يدفع بالمال رشوة ، أو إنفاقا لدفع جريمة عملها ، أو مرض جاء إليه ، أو ما أشبه. والمراد أن فعله فعل من يحسب ذلك وإن كان كل إنسان يعلم بالموت ، ويدري أنه لا مفر له منه.
[٥] (كَلَّا) ليس الأمر على ما توهم ، من أنه ذو مال مرح إلى الأبد ، وأنه خالد بماله (لَيُنْبَذَنَ) أي يطرحن هذا الهمزة اللمزة طرحا بدون مبالاة واعتناء (فِي الْحُطَمَةِ) اسم من أسامي جهنم ، سميت بها لأنها تحطم كل شيء وتكسره فتحطم النار كيانه وكبرياءه.
[٦] (وَما أَدْراكَ) أيها الإنسان ، أو أيها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (مَا الْحُطَمَةُ)؟ وهذه لتفخيم شأنها وأنها لا تدرك إلا إذا شاهدها الإنسان.