حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)
____________________________________
[٢] (حم) «حاء» و «ميم» جنس هذا الكتاب المعجز الذي عجز الجن والإنس أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، أو رمز بين الله وبين الرسول ، وهل ذلك تكرار لما سبق من مثل هذه اللفظة ، أو لمدلولات مختلفة ، وإن تماثلت الرموز؟ احتمالات ، إلى غير ذلك من الأقوال في فواتح السور.
[٣] (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) أي قسما بهذا الكتاب ـ وهو القرآن ـ الظاهر ، وقد مرّ أن الله سبحانه يحلف بمختلف صنوف خلقه ، دلالة لعظمة كل خلق ، وإن كان في النظر أمرا هينا ، نحو «والتين والزيتون».
[٤] (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) أي أنزلنا الكتاب الذي هو القرآن (فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) ذات بركة ونماء ، والمراد بها ليلة القدر ، ومحتمل ليلة القدر أربع ، التاسع عشر والواحدة والعشرين والثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك وليلة النصف من شعبان ، فقد نزل القرآن في ليلة القدر ـ جملة واحدة ـ إلى البيت المعمور في السماء ، ثم نزل منجما إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مبتدأ بالسابع والعشرين من رجب يوم مبعث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حين نزلت سورة «اقرأ» (إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) للكفار والعصاة ، بأنهم إن استمروا على كفرهم وعصيانهم عوقبوا في الآخرة بالعذاب والنار ، وقوله «إنا ...» هو المقسم به ، لقوله (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ).
[٥] (فِيها) أي في الليلة المباركة (يُفْرَقُ) أي يبين ويميز ويفصل (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) أي كل أمر مقدر محكم مرتبط بهذا العالم ، فإن التقديرات من العام إلى العام تجري في ليلة القدر من كل سنة ، وقد ورد متواتر