أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي
____________________________________
الأحاديث أن الملائكة ينزلون بتقديرات العام ، إلى الإمام الموجود بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ففي دورنا هذا تنزل الملائكة في ليلة القدر على الإمام المهدي عليهالسلام بتقديرات كل إنسان وكل أمة من العام إلى العام.
[٦] نأمر بذلك (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا) فإننا نصدر الأوامر بالتقديرات (إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) للرسل إلى الأمم ، ولذا أرسلنا محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى هذه الأمة ، وزودناه بالكتاب المبين الذي أنزل في ليلة مباركة.
[٧] وإنما نرسل الرسل (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) أي نرحم الناس رحمة بالإرسال ، إذ الرسل يبيّنون للناس ما يصلحهم في دنياهم وأخراهم (إِنَّهُ) تعالى (هُوَ السَّمِيعُ) لما يتكلم به الناس ولكل صوت (الْعَلِيمُ) بما يفعلون ، فهو يعلم سر الناس ونجواهم ، فليحذر الناس الذين أرسل إليهم أن يخالفوا الله سبحانه.
[٨] (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي خالقها ومربيها (وَما بَيْنَهُما) من الإنسان والملك والجن والأشجار وغيرها (إِنْ كُنْتُمْ) أيها الناس (مُوقِنِينَ) أي ذوي يقين وعلم ، لعلمتم بصحة هذا الخبر ، وهذا في قبال من لا يبالي ولا يتبع الأمر ليتقين ، والحاصل إن أردتم العلم برب الكون لعلمتم أن ربه هو الله.
[٩] (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وحده لا شريك له (يُحْيِي) الأموات ، كما يحي
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ١٤.