وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ
____________________________________
الأرض وغيرها (وَيُمِيتُ) الأحياء من إنسان وحيوان ونبات ، ومن ظن أنه يميت أحدا بواسطة القتل فقد اشتبه ، فإنه إنما يهيئ السبب كما يهيئ الزرّاع والوالد سبب الزرع والولد ، أما الزرع والولد فمن الله سبحانه ، هو (رَبُّكُمْ) خالقكم ومربيكم (وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) الذين سبقوكم ، فهل يتمكن أحد أن يدعي أن المسيح أو الملائكة أو عزير أو الأصنام خلقوه؟ كلا!
[١٠] (بَلْ هُمْ) أي هؤلاء الكفار (فِي شَكٍ) من التوحيد (يَلْعَبُونَ) بالشريعة والدين ، والمراد يفعلون فعل اللاعب ، لأنهم لا يرون للدين قيمة ولا يدركون أنه مرتبط بمصيرهم في الحياة الدنيا والآخرة.
[١١] (فَارْتَقِبْ) أي انتظر يا رسول الله (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) فإن من أشراط الساعة أن يشمل العالم دخان مظلم يمكث أربعين يوما ، والمعنى أنهم إن لعبوا مقابل هذا الجد ، وشكّوا مقابل هذا الأمر المتيقّن ، فدعهم حتى يأتيهم العذاب ، في يوم القيامة.
[١٢] (يَغْشَى) أي يحيط ذلك الدخان ب (النَّاسَ) وهو من أهوال القيامة ويقال لهم (هذا) الذين ترون وتترقبون (عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم وموجع لمن كفر وعصى.
[١٣] وهناك يقولون (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ) أي ارفع عذاب الدخان