إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥)
____________________________________
وسائر ما يترقبونه من أنواع العذاب (إِنَّا مُؤْمِنُونَ) بما أرسلت وبمن أرسلت.
[١٤] (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى) أي كيف يمكن أن يقبل هناك ـ في القيامة ـ تذكرهم واعترافهم وإيمانهم؟ (وَ) الحال أنهم وقت كانوا في الدنيا (قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) ظاهر الصدق ، والمراد به محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[١٥] (ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ) وأعرضوا عن الإيمان به وبما يقول (وَقالُوا) في شأنه (مُعَلَّمٌ) يعلمه القرآن بعض الأعجميين (مَجْنُونٌ) فليس نبيا بل مجنون قد علّمه بعض الناس هذا القرآن ، فيردده لا شعوريا لأطماع وغايات ، والمعنى أنه لا يفيد هناك إيمانهم وقد فات أوان الإيمان حين كانوا في الدنيا.
[١٦] ألسنا ذكرنا أحوال هؤلاء في الآخرة؟ وألم يطلبوا كشف العذاب؟ فإنا نمهلهم في الدنيا قليلا ، لنرى ماذا يصنعون؟ وسمي كشفا للعذاب مع أنهم لم يعذبوا بعد ، للتشابه لفظا ، كقوله :
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه |
|
قلت اطبخوا لي جبّة وقميصا |
(إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ) الدخان وغيره ، والمراد بالكشف : عدم تعذيبكم فيما بقي من أعماركم (قَلِيلاً) في الأيام القلائل المستقبلة ما دمتم في الدنيا (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) إلى الكفر والعصيان ، فكيف قلتم : إنا