ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ) [الأنعام : ٤٤] الآية. (وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ) ، قرأ أهل الكوفة ويعقوب (يَسْلُكْهُ) بالياء ، وقرأ الآخرون بالنون ، أي ندخله ، (عَذاباً صَعَداً) ، قال ابن عباس : شاقا ، والمعنى ذا صعد أي ذا مشقة. قال قتادة : لا راحة فيه. وقال مقاتل : لا فرج (١) فيه. قال الحسن : لا يزداد إلا شدة. والأصل فيه أن الصعود يشق على الإنسان.
(وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) ، يعني المواضع التي بنيت للصلاة وذكر الله ، (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) ، قال قتادة : كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله ، فأمر الله المؤمنين أن يخلصوا لله الدعوة إذا دخلوا المساجد وأراد بها المساجد كلها. وقال الحسن : أراد بها البقاع كلها لأن الأرض جعلت كلها مسجدا للنبي صلىاللهعليهوسلم.
[٢٢٧٤] وقال سعيد بن جبير : قال الجن للنبي صلىاللهعليهوسلم : كيف لنا أن نشهد معك الصلاة ونحن ناءون؟ فنزلت : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ). وروي عن سعيد بن جبير أيضا : أن المراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها الإنسان وهي سبعة الجبهة واليدان والركبتان والقدمان ، يقول : هذه الأعضاء التي يقع عليها السجود مخلوقة لله فلا تسجدوا عليها لغيره.
[٢٢٧٥] أخبرنا أبو سعد (٢) أحمد بن محمد بن العباس الحميدي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا [أبو](٣) عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الهلالي والسري بن خزيمة قالا ثنا معلى (٤) بن أسد ثنا وهيب عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء الجبهة ، وأشار بيده إليها ، واليدين والركبتين وأطراف القدمين ، ولا أكف الثوب ولا الشعر».
فإن جعلت المساجد مواضع الصلاة فواحدها مسجد بكسر الجيم ، وإن جعلتها الأعضاء فواحدها مسجد بفتح الجيم.
__________________
[٢٢٧٤] ـ إسناده ضعيف جدا ، والمتن منكر.
ـ أخرجه الطبري ٣٥١٢٨ من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن محمود عن سعيد بن جبير مرسلا ، فهو ضعيف لإرساله ، وله علة ثانية محمود هو مولى عمارة مجهول لا يعرف كما في «الميزان» ٤ / ٧٩ فالإسناد ضعيف جدا ، والمتن منكر ، شبه موضوع ، وسياق الآية لا يدل على هذا الخبر.
[٢٢٧٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
ـ وهيب هو ابن خالد ، طاوس هو ابن كيسان.
ـ وهو في «شرح السنة» ٦٤٥ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٨١٢ عن معلّى بن أسد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٤٩٠ ح ٢٣٠ والنسائي ٢ / ٢٠٩ وأحمد ١ / ٢٩٢ و ٣٠٥ وابن حبان ١٩٢٥ والدارمي ١ / ٣٠٢ وأبو عوانة ٢ / ١٨٣ والبيهقي ٢ / ١٠٣ من طرق عن وهيب به.
ـ وأخرجه مسلم ٤٩٠ ح ٢٢٩ والنسائي ٢ / ٢٠٩ و ٢١٠ وابن ماجه ٨٨٤ والشافعي ١ / ٨٤ ـ ٨٥ وابن خزيمة ٦٣٥ والحميدي ٤٩٤ والبيهقي ٢ / ١٠٣ والبغوي ١٤٦ من طرق عن سفيان بن عيينة عن ابن طاوس به.
ـ وأخرجه مسلم ٤٩٠ ح ٢٣١ والنسائي ٢ / ٢٠٩ وأبو عوانة ٢ / ١٨٢ وابن خزيمة ٦٣٦ والبيهقي ٢ / ١٠٣ من طريق ابن جريج عن ابن طاوس به.
(١) في المطبوع «فرح».
(٢) تصحف في المطبوع «سعيد».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) تصحف في المطبوع (يعلى)