تركوا الرهبانية وكفروا بدين عيسى عليه الصلاة والسلام.
[٢١٣٣] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنبأني عبد الله بن حامد أنا أحمد بن عبد الله المزني ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا شيبان بن فروخ ثنا الصعق بن حزن (١) عن عقيل الجعدي عن أبي إسحاق عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاث وهلك سائرهن فرقة آزّت (٢) الملوك وقاتلوهم على دين عيسى عليه الصلاة والسلام ، فأخذوهم وقتلوهم وفرقة لم تكن لهم طاقة بمؤزّاة (٣) الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله ودين عيسى عليهالسلام فساحوا في البلاد وترهبوا ، وهم الذين قال الله عزوجل فيهم : (وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ) فقال النبي : من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ، ومن لم يؤمن بي فأولئك هم الهالكون».
[٢١٣٤] وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنت رديف النبي صلىاللهعليهوسلم على حمار فقال لي : «يا ابن أم عبد أتدري (٤) من أين اتخذت بنو إسرائيل الرهبانية؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى عليهالسلام يعملون بالمعاصي فغضب أهل الإيمان فقاتلوهم فهزم أهل الإيمان ثلاث مرات فلم يبق
__________________
[٢١٣٣] ـ ضعيف جدا ، وعلته عقيل بن يحيى الجعدي.
ـ قال الذهبي في «الميزان» ٣ / ٨٨ : قال البخاري : منكر الحديث.
ـ قلت : وقاعدة البخاري : كل من قلت عنه منكر الحديث ، فلا يحل الرواية عنه.
ـ وله علة ثانية ، وهي عنعنة أبي إسحاق.
ـ أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله.
ـ وأخرجه الطبراني ١٠٥٣١ من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي عن شيبان بن فروخ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٤٨٠ والطبراني ١٠٥٣١ من طريق عبد الرحمن بن المبارك عن الصعق بن حزن به.
ـ وأخرجه الطبري ٣٣٦٧٧ من طريق داود بن المحبر عن الصعق بن حزن به ، وداود متروك.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٤ / ٢٥٤ من طريق الحسن بن سفيان عن شيبان به.
ـ وأخرجه الطبراني ١٠٣٥٧ وابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» عند هذه الآية من طريقين عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن جدّه ابن مسعود.
ـ وهذا إسناد واه ، ليس بشيء ، بكير هو معروف ، قال الذهبي عنه في «الميزان» ١ / ٣٥٠ : وثقه بعضهم ، وقال ابن المبارك : ارم به.
ـ وفيه مقاتل بن حيان ، وهو وإن وثقه غير واحد ، فقد روى مناكير ، وقال ابن خزيمة : لا أحتج به. وفيه أيضا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، عامة ما يرويه عن أبيه مرسل.
ـ وقال الهيثمي في «المجمع» ٧ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن معروف وثقه أحمد وغيره ، وفيه ضعف.
ـ الخلاصة : هو حديث ضعيف جدا كونه مرفوعا ، والأشبه فيه الوقف ، والله أعلم. وانظر «أحكام القرآن» ٢٠٤٣ لابن العربي بتخريجي.
[٢١٣٤] ـ تقدم مع ما قبله ، وهو ضعيف جدا.
(١) في المطبوع «حرب» والمثبت عن المخطوط وكتب التراجم.
(٢) في المطبوع وفي «مستدرك الحاكم» «وارث» وفي المخطوط «أذت» والمثبت عن ط.
(٣) في المطبوع «بموازة والمثبت عن ط والمخطوط.
(٤) في المطبوع «هل تدري» والمثبت عن المخطوط.