على حجية الظهور ولو في الجملة (١) دونهما (٢) ، لان مرجعه الى الاستدلال بظهور الاحاديث الآمرة بالتمسّك واطلاقها (٣) ، فلا بدّ من فرض حجية هذا الظهور في الرتبة السابقة. كما ان الوجهين الاوّلين يجب ان لا يدخل في تتميمهما التمسّك بظهور حال المولى لاثبات الامضاء ، لان الكلام الآن في حجيته (٤) كما اشرنا الى ذلك في الحلقة السابقة.
__________________
(١) يقصد من كلمة «ولو في الجملة» معنى «ولو بنحو قد اتفق العقلاء على حجيته» لشدّة ظهوره مثلا بحيث صار هذا الظهور هو القدر المتيقن من الظهورات الحجّة. هكذا حديث ـ كحديث الثقلين مثلا الذي يأمرنا بالتمسك بالكتاب والسنّة الشامل بظهوره القوي لظهورات الكتاب والسنّة ـ يكون دليلا على لزوم الاخذ بظهورات الكتاب والسنة ، ولا يرد ح اشكال الدور بالاستدلال على حجيه الظهور (اي ظهورات الكتاب والسنّة) بالظهور (اي بظهور حديث الثقلين في شمول الكتاب والسنّة لظهوراتهما).
(٢) اي دون الوجهين الاوّلين.
(٣) لحالات الظهور.
(٤) اي في حجية أصل الظهور الشامل لظهور اللفظ وظهور الحال.
(توضيح المطلب) سياتيك ان موضوع حجيّة الظهور هو المراد الجدّي للمتكلّم ، وهو لا يعرف من خلال اللفظ لوحده ، وانما يحتاج الامر الى معرفة حال المتكلّم ـ ولو ظاهرا ـ انه في مقام بيان تمام مقصوده وغير معتمد على قرائن منفصلة ، وانه في مقام بيان حقيقة الحكم الواقعي وغير متستر فيه ، وانه في مقام الجدّ وليس هازلا ، وانه ملتفت الى ما يقول غير ساه ولا ناس ولا مخطئ ... كلّ هذه الامور تجعلك تعرف ان موضوع الحجية ليس هو «ظهور اللفظ» ، وانما هو «المراد الجدّي للمتكلّم» الذي يكون عادة «ظهور اللفظ» منشأ لمعرفته. (فاذا) اردت ان تستدلّ بالسيرة العقلائية مثلا