وقد يلاحظ على الوجه الاوّل ان سيرة المتشرّعة وان كان من المعلوم انعقادها في ايّام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام على العمل بظواهر الدليل الشرعي ، ولكن الشواهد التاريخية انما تثبت ذلك على سبيل الاجمال ولا يمكن التأكّد من استقرار سيرتهم على العمل بالظواهر في جميع الموارد ، فهناك حالات تكون حجية الظهور اخفى من غيرها كحالة احتمال اتصال الظهور بقرينة متصلة (١) ، فقد بنى المشهور على حجية الظهور في هذه الحالة خلافا لما اخترناه في حلقة سابقة.
وهنا نقول إن مدرك الحجية اذا كان هو سيرة المتشرّعة المعاصرين للمعصومين فكيف نستطيع ان نتأكّد انها جرت فعلا على العمل بالظهور في هذه الحالة بالذات ، واما اذا كان مدرك الحجية السيرة العقلائية فيمكن للقائلين بالحجية ان يدّعوا شمول الوجدان العقلائي لهذه الحالة ايضا.
وقد يلاحظ على الوجه الثاني وهو الاستدلال بالسيرة العقلائية أمران :
احدهما : انه قاصر عن الشمول لموارد وجود امارة معتبرة عقلائيا على خلاف الظهور ولو لم تكن معتبرة شرعا ، كالقياس مثلا (٢) ـ لو قيل
__________________
(١) سياتي تفصيل هذه المسألة في اواخر مسألة «تشخيص موضوع الحجية» عند قوله «وان شكّ في القرينة المتصلة فهناك ثلاث صور ...».
(٢) تجد شرح هذا المطلب مع نفس هذا المثال في مباحث السيد الحائري ج ٢ / ٢ ص ١٥١.