المحتملة لكي يعتبرها العقلاء ويبنون على اصالة عدم القرينة ، وبهذا نعرف ان احتمال القرينة المتصلة في مثل هذه الحالة يوجب الاجمال.
وبما ذكرناه اتضح ان اصالة الظهور واصالة عدم القرينة كل منهما اصل عقلائي في مورده (١) ، فالاوّل يجري في كل مورد احرزنا فيه الظهور التصديقي وجدانا او بأصل عقلائي آخر ، والثاني يجري في كل مورد شك فيه في القرينة المتصلة لاحتمال الغفلة (٢) ، ولا يرجع احد الاصلين الى الآخر خلافا للشيخ الانصاري (قدس سرّه) (٣) حيث ارجع اصالة الظهور الى اصالة عدم القرينة ، ولصاحب الكفاية رحمهالله حيث ارجع اصالة عدم القرينة الى اصالة الظهور (٤).
__________________
(١) وان كان احدهما في طول الآخر كما مرّ سابقا مرارا من ان اصالة عدم القرينة تنقّح موضوع اصالة الظهور.
(٢) الغفلة هنا شاملة للخطإ والنسيان لوحدة المناط فيها.
وهذا الكلام على مبناه (قده) ، امّا على مبنى المحقق النائيني فاصالة عدم القرينة تجري ايضا لنفي احتمال وجود قرينة منفصلة بعد الفحص.
(٣) راجع بحوث السيد الحائري ج ٢ / ٢ ، ص ١٧٤ عند قوله «وامّا نسبة اصالة الظهور الى اصالة عدم القرينة ...».
(٤) قد يقرّب كلام الشيخ الاعظم الانصاري رحمهالله بوجود تلازم بين احتمال وجود قرينة متصلة واحتمال ارادة خلاف الظاهر ، وان احتمال وجود قرينة متصلة قد غفل عنها السامع او الناقل هو الاحتمال الوحيد لاحتمال ارادة خلاف الظاهر ، فيكتفى باجراء اصالة عدم القرينة لازالة سبب ومنشأ الاحتمال الثاني فتثبت الارادة الجدية لشخص الكلام بلا حاجة الى جريان اصالة الظهور ، فكان المرجع اذن هي اصالة عدم القرينة.
وقد يقرّب كلام صاحب الكفاية رحمهالله بان العقلاء إنما يبنون على استكشاف