لوجود ثلاث رتب من الظهور كلّها سابقة على الحجية (*) ككلام المحقق
__________________
(*) بعد مراجعة كلمات الاصحاب بالنسبة الى هذه المصطلحات الثلاثة يرى الناظر ضرورة وجود ثلاث مراتب بالبيان التالي :
(أ). مرتبة الظهور التصوّري ، وتتقوّم بمجموع الدوالّ اللفظية ونحوها كالاشارة وظهور الحال بالاخبار او التعجّب او الاستفهام ... (وبقولنا) مجموع الدوالّ اللفظيّة ونحوها تدخل القرائن المتصلة اللفظية وغيرها ممّا تؤثّر في تكوين المدلول الذي يتصوّره السامع.
(ب). مرتبة الظهور الاستعمالي ، وهي متقوّمة بظهور حاله انه متوجّه وغير مخطئ وانه يريد خصوص هذا المدلول التصوّري لا معنى آخر مجازيا.
(ج). مرتبة الظهور الواقعي ، وهي متقوّمة بظهور حال المولى تعالى انه في مقام بيان الاحكام الواقعية ، لا انه متستر وفي مقام التقية. و (قلنا) مرتبة الظهور الواقعي ولم نقل الظهور الجدّي لان اصحابنا حينما يقولون «الجدّي» يكون نظرهم الى المولى العرفي وانه ليس هازلا ، وحينما ينظرون الى المولى الحقيقي يقولون «الواقعي» في مقابل التستر والتقية. وبما ان كلامنا ناظر في علمي الفقه والاصول الى المولى الحقيقي الذي لا يتصوّر في حقّه الهزل كان الاولى ان نقتصر على الجنبة الواقعية دون الجدّية لكونه جادّا دائما.
(والحجّية) حكم مترتّب على هذه المرتبة الثالثة من ظهور شخص الكلام سواء وجدنا قرينة منفصلة فيما بعد ام لا.
وهذه الحجية ـ فضلا عن المدلول الواقعي ـ لا تنهدم بمجيء القرينة المنفصلة ، لان الكلام المطلق إمّا انه كان مطلقا واقعا وهي حالة كون الكلام ناظرا الى تمام حدود موضوع الحكم وامّا انه مهمل وهي حالة ما لو كان الكلام ناظرا الى بيان اصل الحكم لا تفصيلاته ، وعلى اي من هاتين الحالتين لا ينهدم المدلول الواقعي ولا الحجية ... وقد فصّلنا الكلام اكثر في تعليقتنا على مسألة «النظرية العامّة للجمع العرفي» الآتية فراجع هناك.