فلا يسوّغ ذلك رفع اليد عن ظهور الاجزاء الاخرى من مدلول الكلام في الجدية ، وهكذا يثبت (١) ان العام حجة في الباقي.
ومن الجدير بالذكر الاشارة الى ان الاستشكال في حجية العام في تمام الباقي بعد التخصيص ـ على النحو المتقدّم ـ انما اثير في المخصصات المنفصلة دون المتصلة ، نظرا الى انه في حالات المخصص المتصل كما في «اكرم كل من في البيت الّا العشرة» تكون الاداة مستعملة في استيعاب افراد مدخولها حقيقة ، غير ان المخصص المتصل يساهم في تعيين هذا المدخول وتحديده فلا تجوّز ليقال اي فرق بين مجاز ومجاز؟
وعلى ايّ حال فبالنسبة الى الصيغة الاساسية للمسألة المطروحة وهي حجية الظهور التضمني اتّضح ان الظواهر التضمنية اذا كانت جميعا بنكتة واحدة (٢) وعلم ببطلان تلك النكتة سقطت عن الحجية كلها ، واذا كانت استقلالية في نكاتها لم يسقط بعضها عن الحجية بسبب سقوط البعض الآخر.
__________________
(١) بناء على هذا الاستظهار وهو استظهار كون الاستعمال حقيقيا وان التبعّض انما هو في مرحلة الارادة الجدية فقط.
(٢) وهي ظهور الكلام في جميع الاجزاء بنحو الظهور الواحد في المجموع كما لو قال احد «جاء الاسود» فاننا نستظهر منها على الصعيدين الاستعمالي والجدّي الاسود المفترسة ، فاذا اطّلعنا على بعضهم ـ ولم نطّلع على الباقى ـ فعرفناهم رجالا شجعانا فحينئذ نعرف ان استعماله كان مجازيا (لانه استعمل لفظة «اسد» في غير ما وضعت له) فلا يمكن في هذه الحالة ان نستظهر ان الباقي هم اسود مفترسة للخدشة في مرحلة الارادة الاستعمالية.