والجواب : أما فيما يتصل بالحالة الثانية فهو انها تنفي استتباع امتثال الوجوب الغيري بما هو امتثال له (١) للثواب ، ولا تنفي ترتب الثواب على المقدمة بما هي شروع في امتثال الوجوب النفسي وذلك فيما اذا اتى بها بقصد التوصل بها الى امتثاله ، وما ثبت بالروايات من الثواب على المقدمات يمكن تطبيقه على ذلك.
وامّا فيما يتصل بالحالة الرابعة فانها في الحقيقة انما تنفي دخول اي شيء في دائرة الواجب الغيري زائدا على ذات المقدّمة التي يتوقف عليها الواجب النفسي ، فاذا كان الواجب النفسي متوقفا على ذات الفعل (٢) امتنع (*) اخذ قصد القربة في متعلق الوجوب الغيري لعدم توقف الواجب النفسي عليه ، واذا كان الواجب النفسي متوقفا على الفعل مع قصد القربة تعين تعلق الوجوب الغيري بهما معا ، لان قصد القربة في هذه الحالة يعتبر جزء من المقدمة ، وفي كل مورد يقوم فيه الدليل على عبادية المقدمة نستكشف انطباق هذه الحالة عليها.
فان قيل : أليس قصد القربة معناه التحرّك عن محرك مولوي لايجاد
__________________
(١) أي للوجوب الغيري.
(والمراد) ان الشخص الذي سار الى الحج لا بقصد الحج او مردّدا في نيته فقد يحج او لا يحج ، هذا الانسان لا يستحق على سيره ثوابا ، وهذا هو مرادهم من قولهم بعدم ترتب الثواب على المقدّمات ، وامّا لو ذهب قاصدا الحج فانه يترتب عليه الثواب ، وهذا هو مراد الروايات.
(٢) اي المجرّد عن قصد القربة كالسير الى الحج.
__________________
(*) لعل قوله «امتنع» سهو والصحيح «لم يجب».