وفي روايات هذه الطائفة ما لا مناقشة في دلالتها من قبيل ما رواه محمّد بن عيسى : قال : قلت لابي الحسن الرضا عليهالسلام : جعلت فداك إني لا اكاد اصل اليك لا سألك عن كل ما احتاج اليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج إليه من معالم ديني؟ فقال : «نعم» (١) ، ولما كان المرتكز في ذهن الرّاوي ان مناط التحويل هو
__________________
بيتى» ومعناه : انه معتمدي في اموري وافاوض معه أسراري ، كما جاء في ذيل هذا الحديث الذي استدلّ به على حجية خبر الواحد «قد عرفوا باننا نفاوضهم بسرّنا ونحملهم اياه إليهم» ، والثقة بهذا المعنى لا إشكال في حجية خبره. انتهى(*).
(١) هي صحيحة عبد العزيز بن المهتدي ، ذكرها في رجال الكشّي هكذا :
محمد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير قال حدّثنا محمّد بن عيسى قال حدّثني عبد العزيز بن المهتدي ، قال محمّد بن نصير قال محمّد بن عيسى : وجدت الحسن بن علي بن يقطين بذلك ايضا ، قال قلت لابي الحسن الرضا عليهالسلام ... إلخ.
أمّا الكلام في سندها فلا شك في صحّته ، فانّ (محمّد بن مسعود) هو المعروف بالعيّاشي وهو ثقة صدوق ، وأمّا (محمّد بن نصير) فهو الكشّي الثقة الجليل القدر الكثير العلم وليس النميري الملعون على لسان نائب
__________________
(*) (اقول) مع الاعتقاد بصحة هذا الكلام نضيف انه حتّى مع احتمال ارادته لا يصحّ الاستدلال بهذه الرواية على حجية خبر مطلق الثقة ، (مع) احتمال ارادة خصوص ثقاتهم الامامية ، فانه يبعد كثيرا ارادة الفطحية والواقفة ونحوهم ممّن خرجوا عن الصراط المستقيم من قوله عليهالسلام «ثقاتنا» ، لا سيّما مع التصريح بانهم (عليهمالسلام) يفاوضونهم بسرّهم ويحملونهم إيّاه الى شيعتهم.