فيما هو من شعب هذه المسألة ، لانّ اجتماع الوجوب فى غسل يوم الجمعة مبنى على مسئلة التداخل لا على هذه المسألة التى يبحث فيها عن اجتماع الطبيعتين المطلوبتين فى شيء واحد.
توضيح ذلك : انّ موضوع البحث فى مسئلة التداخل هو انّه اذا وجب فردان من طبيعة واحدة او وجب احدهما واستحب الفرد الآخر فهل يجرى فى مقام الامتثال بهذا الفردين اتيان فرد واحد بنيّتهما معا ام تحتاج الى التعدد فى الوجود الخارجى ولا يكفى التعدد الاعتبارى الحاصل بالنيّة ، وموضوع البحث فى مسئلتنا هذه انّه اذا تعلّق الوجوب والاستحباب او الوجوب والحرمة بماهيتين مختلفتين متباينتين على جهة العموم من وجه او مطلقا فهل يجوز ان يكون مادة الاجتماع مستحبا وواجبا او واجبا وحراما على وجه يجتمع فى تلك المادة حكمان مختلفان باعتبارين مختلفين ام لا.
وبعبارة اخرى انّ البحث فى مسئلة التداخل فى انّ الماهية الواحدة اذا اجتمع فيها اسباب الوجوب والاستحباب المقتضى كل واحد منها مطلوبية فرد من الماهية ـ لو خلى وطبعه ـ فهل يكفى فى مقام الامتثال اتيان فرد من الماهية بنيّة المجموع او لا بد من الاتيان بافراد متعدّدة حسب تعدّد الاسباب ، وفى مسئلتنا هذه انّه اذا اجتمع الماهيتان المختلفتان المتعلق [ب] كل واحدة منهما طلب على حدّة فى بعض المصاديق الخارجية فهل يكون ذلك المصداق الواجد لهاتين الطبيعتين متّصفا بكلا الطلبين بالاعتبارين ام لا بد من اتصافه باحدهما خاصة دون الآخر ، وحينئذ فالواحد الشخصى فى مسئلة التداخل على القول به يكون متّصفا لحكمين متضادين من جهة واحدة وهى