وقيل : إنه لا يعجزه أهل الأرض في الأرض ، ولا أهل السماء في السماء ، إلا أنه لم يظهر الضمير.
(اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً). (٢٥)
يتواددون بها في الدنيا ، ويتبرؤن منها يوم القيامة ، فيتمّ الكلام عند قوله تعالى : (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) ثم تكون : (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ)(١) مبتدأ ، والخبر : (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا).
أي : مودّة بينكم كائنة في الدنيا ، ثم تنقطع يوم القيامة.
ـ وقيل : بأنّ الكلام متصل بأوله على وجهين :
ـ أنّ «ما» في «إنما» اسم ، وهو مع الفعل بمعنى المصدر. أي : اتخاذكم من دون الله أوثانا مودة بينكم.
ـ والثاني : أن يكون بمعنى الذي ، أي : إنّ الذي اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم. أي : ذوو مودة بينكم.
(إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي). (٢٦)
قاله إبراهيم. أي : مهاجر للظالمين ، وهاجر إلى حرّان (٢).
(وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ). (٢٩)
هو قطع سبيل الولد برفض النساء.
(وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ). (٣٨)
أي : عقلاء ذوي بصائر.
وعن قتادة : مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها.
__________________
(١) قرأ «مودّة» بالرفع دون تنوين ابن كثير وأبو عمرو والكسائي. الإتحاف ص ٣٤٥.
(٢) وهذا قول كعب ، أخرجه عنه ابن أبي حاتم. ـ وأخرج ابن منده وابن عساكر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : هاجر عثمان إلى الحبشة ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : إنه أول من هاجر بعد إبراهيم ولوط.