(وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ). (٤١)
إذ ليس في جميع البيوت لجميع الحيوان ما لا يكنّ من حرّ أو برد ، ولا يحصن عن طالب إلا بيت العنكبوت (١).
قال الفرزدق :
٩٠٠ ـ ضربت عليك العنكبوت بنسجها |
|
وقضى عليك به الكتاب المنزل (٢) |
(وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ). (٤٥)
أي : ذكر الله لكم بالرحمة أكبر من ذكركم له بالطاعة.
ـ الجزء الحادى والعشرون ـ
(وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). (٤٦)
أي : في إيراد الحجة من غير سباب واضطراب (٣).
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ).
أي : منع الجزية وقاتل.
وقيل : هم الذين أقاموا على الكفر بعد أن حجّوا وألزموا.
(وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ).
أي : أهل مكة أو العرب.
(بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ). (٤٩)
__________________
(١) قال قتادة : هذا مثل ضربه الله للمشرك ، إنه لن يغني عنه إلهه شيئا من ضعفه وقلة إجزائه ، مثل ضعف بيت العنكبوت.
(٢) البيت في خاص الخاص ص ١٠٥ ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٦٣٥ ؛ وديوانه ص ٤٩٠.
(٣) أخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير ٢١ / ٢ عن قتادة في قوله تعالى : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). قال : نهى عن مجادلتهم في هذه الآية ، ثم نسخ ذلك فقال : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) ولا مجادلة أشد من السيف.