وقيل : إنه يدبّر الأمر في السماء ، ثم ينزل بالأمر الملك إلى الأرض.
(ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ).
أي : إلى الموضع الذي فيه يثبت الأعمال والآجال.
أو : مكان الملك الذي أمره الله أن يقوم فيه.
وقيل : إنّه جبريل يصعد إلى السماء بعد نزوله بالوحي.
(فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ).
أي : الملائكة التي تصعد بأعمال العباد ، في يوم واحد تصعد وتقطع مسافة ألف سنة.
وقيل : إنّ الله تعالى يقضي أمر العالم لألف سنة في يوم واحد ، ثم يلقيه إلى الملائكة ، وكذلك إبداء اليوم عبارة عن الوقت لا عن وضح النهار.
قال سلامة بن جندل :
٩٠٦ ـ يومان يوم مقامات وأندية |
|
ويوم سير إلى الأعداء تأويب (١) |
(أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ). (٧)
خلق بدل من «كل» ، وهو بدل الشيء من نفسه.
أي : أحسن خلق كلّ شيء.
قال ابن عباس : حتى جعل الكلب في خلقه حسنا (٢).
ولفظ الكسائي : أحسن ما خلق.
وقول سيبويه : إنّه مصدر من غير صدر. أي : خلق كلّ شيء خلقه.
والضمير في الهاء يجوز أن يعود إلى الفاعل ، وهو الله تعالى ، وإلى المفعول : المخلوق.
__________________
(١) البيت في ديوانه ص ٩٢ ؛ والمفضليات ص ١٢٠ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٢٧ ؛ وتفسير القرطبي ١٤ / ١٨ ؛ وتفسير الماوردي ٣ / ٢٩٢.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم.