(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ). (٢٦)
أي : في الذي ما مكنّاكم ، فيكون «إن» بمنزلة «ما» في الجحد.
فيكون في «إن» إصلاح اللفظ من وجهين :
أحدهما ـ سقوط تكرير «ما».
الثاني ـ الحجاز بين الميمين في «ما» و«مكنّاهم» لأنّ الألف حاجز غير متين هذا مع ما أحدثت من الغنّة التي يزداد بها اللفظ حسن ترنّم ، يربي على حروف المدّ واللين ، ولذلك يستعمل ما بعد النون لغير عوض قويّ لا لتحسين اللفظ.
كما قال :
١٠٥١ ـ وإنّا لممّا نضرب الكبش ضربة |
|
على رأسه تلقي اللسان من الفم (١) |
(فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ). (٣٥)
يجوز «من» لتبيين الجنس.
ويجوز للتبعيض ، لأنه ليس كلّ الأنبياء غلظت عليه المحنة والتكليف ، فبان عزمهم وظهر صبرهم.
* * *
__________________
(١) البيت لأبي حيّة النميري. وهو في شرح شواهد الإيضاح ص ٢١٩ ؛ ومغني اللبيب ص ٤٢٤ ، وكتاب سيبويه ١ / ٧٧٤ ؛ وطبقات فحول الشعراء ١ / ٣٨.