تمثيل الدنيا بالماء من حيث إنّ أمرها في السيلان ، ومن حيث إنّ قليلها كاف ، وكثيرها إتلاف ، ومن حيث اختلاف أحوال بنيها كاختلاف ما ينبت بالماء من النبات.
(فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ). (٤٥)
الهشيم : النبت إذا جفّ وتكسّر ، فذرته الرياح.
ويشبّه به فانية المتاع ، وضعفة الناس. قال ابن ميادة :
٦٩٧ ـ أمرتك يا رياح بأمر حزم |
|
فقلت : هشيمة من أهل نجد |
٦٩٨ ـ نهيتك عن رجال من قريش |
|
على محبوكة الأصلاب جرد (١) |
(تَذْرُوهُ الرِّياحُ).
يقال : ذرته الريح ، وذرّته ، وأذرته : إذا نسفته ، وطارت به.
(وَخَيْرٌ أَمَلاً). (٤٦)
لأنه لا يكذب ، بخلاف سائر الآمال.
(وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً). (٤٧)
لا يسترها جبل.
وقيل : قد برز ما في بطنها من الأموات والكنوز.
(لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ). (٤٨)
أي : أحياء.
(مَوْبِقاً). (٥٢)
__________________
(١) البيتان في ديوانه من أبيات قالها لّما بلغه مقتل رياح بن عثمان المري. وهي في ديوانه ص ١١٥ ـ ١١٦ ؛ وديوان المعاني ١ / ١٢٣ ؛ والكامل للمبرد ١ / ٢٨ ؛ واللسان : هشم. ويروى شطر البيت الثاني :
[وقلت له تحرّز من رجال]