من النضرة والخضرة ارتواء به لونهما إلى السواد كما وصفه ذو الرّمة في شعره منها قوله :
١١٨٢ ـ حتى إذا وجفت بهمى لوى لبن |
|
وابيضّ بعد سواد الخضرة العود |
١١٨٣ ـ وغادر الفرخ في المثوى تريكته |
|
وحان من حاضر الدّحلين تصعيد (١) |
وقال :
١١٨٤ ـ حوّاء قرحاء أشراطية وكفت |
|
فيها الذّهاب وحفّتها البراعيم (٢) |
وقال أيضا :
١١٨٥ ـ كسا الأكم بهمى غضّة حبشيّة |
|
تؤاما ونقعان الظهور الأقارع (٣) |
وقيل : وصف الخضرة بالسواد كما وصف الشّماخ سواد الليل بالخضرة وقال :
١١٨٦ ـ فراحت رواحا من زرود فنازعت |
|
زبالة جلبابا من الليل أخضرا |
١١٨٧ ـ وأضحت على ماء العذيب وعينها |
|
كوقب الصّفا جلسيّها قد تغوّرا (٤) |
__________________
(١) البيتان في ديوانه ص ١٨١. وجفت : جرت. أي : طردتها الريح بهبوبها لّما يبست ، واللبن : موضع ، اللوى : منقطع الرمل ، تريكته : بيضته التي خرج منها ، حاضر الدحلين : أهله ، تصعيد : ارتفاع. وفي المخطوطة : [وصفت] بدل [وجفت] وهو تصحيف.
(٢) البيت في ديوانه ص ٦٥٦ ، حوّاء : شديدة الخضرة ، قرحاء : فيها نور أبيض ، أشراطية : مطرت بنوء الشرطين ، والبراعيم : كمام الثمر.
(٣) البيت في ديوانه ص ٤٥٠ ؛ واللسان مادة قرع ؛ والتاج : قرع ؛ والأضداد ص ٢٢٤. والبهمى : نبت ، حبشية : سوداء من شدة خضرتها ، والنقعان : حيث يستنقع الماء ، والأقارع من الأرض : الصلاب.
(٤) البيتان في ديوانه ص ١٣٩ ـ ١٤١. والأول في الحيوان ٣ / ٢٤٦ ؛ وجمهرة اللغة ٢ / ٢٠٨ ؛ والثاني في اللسان في مادة : جلس والفائق ١ / ٢٠٥ ـ