ذات حمأة.
فإنّ من ركب البحر وجد الشمس تطلع وتغرب منها رؤية لا حقيقة.
(فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى). (١) (٨٨)
أي : الجنة الحسنى ، فحذف الموصوف اكتفاء بالصفة ، وربّما نوّن الجزاء ، ثم يكون الحسنى بدلا منه.
(لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً). (٩٠)
أي : كنّا ببناء أو بحجر.
وقيل : بل أراد دوام طلوعها عليهم في الصيف ، وإلا فالحيوان يحتال للكنّ حتى الإنسان ، ولكن وراء بربر من تلقاء بلغار إذا سلك السالك منهم لحق القطب في البحر ، لامتناع المسير في البرّ ، وصل إلى حيث يبطل الليل في الصيف بواحدة ، وتدور الشمس ظاهرة فوق الأرض.
ـ وقد حكي أنّ رسولا من أهل بلغار ورد على الأمير الماضي ، أنار الله برهانه وكان بلغ الموضع المذكور ، فحكاه بين يديه ، وكان رحمهالله عظيم الصلابة في دين الله ، فتسارع إلى شتم الرجل ونسبته إلى الإلحاد ، على براءة أولئك القوم عنه حتى قال له الشيخ أبو نصر بن مشكان (٢) : إنّ
__________________
(١) قرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب «جَزاءً» منونا منصوبا ، على أنه مصدر في موضع الحال ، والباقون بالرفع من غير تنوين على الابتداء ، والخبر الظرف قبله والحسنى مضاف إليها.
(٢) هو أحمد بن محمد بن أحمد ، أبو نصر بن مسكان ـ بالسين والشين ـ النيسابوري الجدّ الحنفي. ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام فيمن توفي سنة ٤١٣ ه. وقال : ولد سنة نيف وعشرين ، سمع بعد الثلاثين من جماعة منهم الأصم. قال عبد الغفار : وضاعت كتبه ، واقتصر على الرواية عن الأصم فمن بعده. وقال أبو صالح المؤذن : سمعت منه ، وكان يغلط في أحاديثه ، ويأتي بما لا يتابع عليه. راجع الطبقات السنية ٢ / ٣٣ ـ ٣٤.