(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ). (١٩)
أي : صافات أجنحتها في الطيران ، ويقبضنها عند الهبوط.
وقيل : «يقبضن» : يسرعن ، من القبيض وهو شدة العدو.
قال تأبّط شرا :
١٢٤٦ ـ لا شيء أسرع مني ليس عذر |
|
وذا جناح بجنب الرّيد خفّاق |
١٢٤٧ ـ حتى نجوت ولمّا ينزعوا سلبي |
|
بواله من قبيض الشدّ غيداق (١) |
(ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ). (١٦)
أي : لو غيّر الهواء والأجنحة عن الهيئة التي تصلح لطيرانهن لسقطن ، وكذلك العالم كله فلو أمسك قبضه عنها طرفة عين لتهافتت الأفلاك ، وتداعت الجبال.
(بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ). (٢١)
لجّوا : تقحّموا في المعاصي.
واللجاج : تقحّم الأمر مع كره الصوارف عنه.
والعتوّ : الخروج إلى فاحش الفساد.
(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ). (٢٢)
ساقطا (٢).
يقال كببت على وجهه فأكبّ ، بخلاف القياس ، ومثله : نزفت ماء البئر ، وأنزفت البئر ماءها ، ومريت الناقة وأمرت : إذا درّ لبنها.
__________________
(١) البيتان في المفضليات ص ٢٨ ؛ وديوانه ص ١٣٣ ـ ١٣٤ ؛ وشرح المفضليات للتبريزي ١ / ١١٢. والواله : الذاهب العقل ، والشد القبيض : الجري السريع ، والغيداق : الكبير الواسع.
(٢) وعن قتادة في الآية قال : هو الكافر عمل بمعصية الله ، فحشره الله يوم القيامة على وجهه.