(ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ). (٢٢)
فكّر حتى ضاق صدره بالفكر فبدا أثر العبوس والبسور في وجهه.
ـ وقيل : إنّ العبوس يكون مع المحاورة والمنازعة.
والبسور : مع الإعراض والصدود ، فلذلك جمع بينهما.
قال توبة :
١٣٠٣ ـ وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت |
|
فقد رابني منها الغداة سفورها |
١٣٠٤ ـ وقد رابني منها صدود رأيته |
|
وإعراضها عن حاجتي وبسورها (١) |
(لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ). (٢٩)
مسوّرة للجلود. وقال الشاعر :
١٣٠٥ ـ تركنا صياكلة عراة |
|
يسارون الوحوش ملوّحينا (٢) |
وقال الأخفش : معناه : معطّشة للناس. واللّوح : العطش.
قال الشاعر :
١٣٠٦ ـ وأيّ فتى صبر على الأين والظلما |
|
إذا اعتصروا للوح ماء فظاظها (٣) |
(عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ). (٣٠)
ذكر الله هذا العدد في الكتب المقدّمة ، ثم ذكره كذلك في القرآن (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ).
__________________
(١) البيتان لتوبة بن الحمير ، وهما في أمالي القالي ١ / ٨٨. والثاني في تفسير القرطبي ١٩ / ٧٦ ؛ ومجاز القرآن ٢ / ٢٧٥ ؛ وتفسير الطبري ٢٩ / ٨٤ ؛ وروح المعاني ٢٩ / ١٢٤.
(٢) البيت لم أجده.
(٣) البيت تقدّم برقم ٢٥٩. وهو في نظام الغريب للربعي ص ٢٣٣ ، من غير نسبة فيه ، وربيع الأبرار ٤ / ١٥٨ ، ونسبه الزمخشري لبعض إياد. وفيه : [وإني] بدل [وأي].