وقال أبو عبيدة : إنّ النصر المطر ، من قولهم : أرض منصورة (١).
وسياق الآية ، وقوله : (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) يمنع من هذا القول.
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ). (١٦)
أي : هذا الأسلوب الواضح ، والنظم المعجز.
أو : كما بيّنا لكم الآيات في خلقكم وأحيينا الأرض لأرزاقكم ، فكذلك هديناكم بما أنزلناه.
(إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ). (١٧)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) خبره : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ). قال :
٧٦٩ ـ إنّ الخليفة إنّ الله سربله |
|
سربال عزّ به ترجى الخواتيم (٢) |
(هذانِ خَصْمانِ). (١٩)
أهل القرآن وأهل الكتاب.
وعن أبي ذر أنها نزلت في مبارزي بدر (٣).
(قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ).
أي : تحيط بهم النار إحاطة الثياب.
(يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ). (٢٠)
__________________
(١) راجع ما كتبناه في المقدمة عن ذلك : ١ / ٤٩ ، وانظر مجاز القرآن ، ٢ / ٤٦.
(٢) البيت لجرير يمدح عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك. وهو في تفسير القرطبي ١٢ / ٢٣ ؛ وديوان جرير ص ١٠٨. ويروى [تزجى] بالزاي وبالراء.
(٣) أخرج ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي عن عليّ رضي الله عنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة. قال قيس بن عبادة : فيهم نزلت (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : هم الذين بارزوا يوم بدر عليّ وحمزة وعبيدة ، وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. انظر فتح الباري ٨ / ٤٤٣.