والنبيّ يخصّ البشر.
وقيل : الرسول : الشارع ابتداء.
والنبيّ : الحافظ شريعة غيره.
(إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ).
قال جعفر بن محمد (١) : كلّ نبيّ يتمنى إيمان قومه ، فيلقي الشيطان في أمنيته بما يوسوس إلى قومه (٢).
(ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ).
وقيل على هذا القول : إنّ وسوسة الشيطان يجوز أن يكون للنبيّ ، بما يلقي في أمنيته من اعتراض الهموم والخطرات المزعجة ، عند تباطؤ القوم عن الإيمان ، وتسارعهم إلى الصد والعدوان ، أو عند تأخر نصر الله له على قومه.
ـ وإن حملت الأمنية على التلاوة ، فيجوز أن يكون الشيطان الملقي في التلاوة من شياطين الإنس ، فإنه كان من المشركين من يلغو في القرآن.
(فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ).
ويبيّن إبطاله.
(ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ).
__________________
(١) هو الإمام جعفر الصادق أحد الأئمة الاثني عشرية ، لقب بالصادق لصدقه في مقالته ، كان من سادات أهل البيت ومن أجلاء التابعين ، توفي بالمدينة سنة ١٤٨ ه ودفن بالبقيع.
(٢) قيل : إنّ كل رسول يتمنى إسلام المرسل إليهم وهدايتهم حرصا على أمر الله ، وشفقة عليهم ، فإذا تمنى هذا ألقى الشيطان في قلوب المرسل إليهم نقيض ما تمناه ضلالا وكفرا ، فينقض الرسول بذلك ، ثمّ ينسخ الله ما يلقي الشيطان في قلوب المرسل إليهم من المعاصي والكفر والتكذيب.