عبد الله بن محمد بن بشر العبدي ، ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم قال : قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وأبي بكر ، فقالت : إنّي أحدثت بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ـ حدثا ادفنوني مع أزواجه ، فدفنت بالبقيع.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » (١).
ولو أن البخاري ومسلما قد أخرجا حديث الغدير في كتابيهما ، لأنكر المتعصّبون المتعنّتون الحديث ونفوا صحته وقدحوا فيه وأبطلوه :
أليس قد أبطل أبو الحسن الآمدي حديث المنزلة (٢) وهو من أحاديث الكتابين وتبعه في ذلك : ابن حجر المكي ، وعضد الدين الإيجي ، وأبو الثناء الاصفهاني شارح المطالع ، وأشعر بذلك علاء الدين القوشجي ، وأسقطه سعد الدين التفتازاني من درجة الاعتبار؟!
أليس قد أبطل السهارنفوري في مرافضه ، و ( الدهلوي ) في تحفته حديث هجر فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليهما وآلهما وسلّم ـ أبا بكر بن أبي قحافة حتى توفيت ، مع أنه في الصحيحين؟! وهذا نصه عند البخاري في باب فرض الخمس : « حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح ، عن
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٤ / ٦.
(٢) وهو قوله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : « علي مني بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبي بعدي ».
وهذا الحديث متواتر سندا ، ومن أقوى الأحاديث وأوضحها دلالة على إمامة أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ بعد رسول الله ـ صلّى الله عليهما وآلهما ـ بلا فصل. وهو من الأحاديث التي بحث عنها في هذه الموسوعة ، وفقنا الله تعالى لنشره بمحمد وآله الطاهرين.