وأخرج البخاري ثلاثة أحاديث عن عطاء ، عن ابن عباس اثنان منها في كتاب الطلاق والآخر في كتاب التفسير ، فأمّا ما أخرجه في كتاب الطلاق فهذا نصه :
« حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام ، عن ابن جريج. وقال عطاء عن ابن عباس : كان المشركون على منزلتين من النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ والمؤمنين كانوا مشركي أهل حرب يقاتلهم ويقاتلونه ، ومشركي أهل عهد لا يقاتلهم ولا يقاتلونه ، وكان إذا هاجرت امرأة من أهل الحرب لم تخطب حتى تحيض وتطهر ، فإذا طهرت حل لها النكاح ، فإن هاجر زوجها قبل أن تنكح ردّت اليه ، وإن هاجر عبد منهم أو أمة فهما حرّان ولهما ما للمهاجرين. ثم ذكر من أهل العهد مثل حديث مجاهد ، وإن هاجر عبد أو أمه للمشركين أهل العهد لم يردّوا وردّت أثمانهم.
وقال عطاء عن ابن عباس : كانت قريبة بنت أبي أمية عند عمر بن الخطّاب فطلّقها ، فتزوّجها معاوية بن أبي سفيان. وكانت أم الحكم ابنة أبي سفيان تحت عياض بن غنم الفهري فطلّقها فتزوّجها عبد الله بن عثمان الثقفي » (١).
وأما حديثه في كتاب التفسير ، فهذا نصه :
« حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام ، عن ابن جريج. وقال عطاء عن ابن عباس : صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ، أما ودّ [ ف ] كانت لكلب بدومة الجندل ، وأما سواع كانت لهذيل ، وأما يغوث فكانت لمراد ، ثم لبني غطيف بالجوف عند سبا ، وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع ، أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى
__________________
(١) صحيح البخاري ٧ / ٦٢ ـ ٦٣.