ترجمة الصواعق المحرقة ) ليكتم بذلك فضيحة الفخر الرّازي هذه ... ولكن « لن يصلح العطار ما أفسده الدهر ».
لقد علم ممّا تقدم رواية ابن إسحاق حديث الغدير ، وقد عنون ابن إسحاق موافاة أمير المؤمنين رسول الله ـ صلّى الله عليهما وآلهما ـ في حجة الوداع أيضا ... فإن كان « ابن إسحاق » ثقة ، فلم ينكر الرازي وجود الامام ـ عليهالسلام ـ في تلك الحجة مع رواية ابن إسحاق ذلك كغيره!؟ وإن لم يكن ثقة فلم يتشبّث به في عدم رواية حديث الغدير فضلا عن بطلان أصل النسبة!؟
وأمّا رواية ابن إسحاق قفول الامام ـ عليهالسلام ـ من اليمن وموافاته النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فهذا نصها في سيرته التي هذّبها ابن هشام فاشتهرت باسمه :
« موافاة علي ـ رضياللهعنه ـ في قفوله من اليمن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في الحج : قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي نجيح أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ كان بعث عليا ـ رضياللهعنه ـ إلى نجران ، فلقيه بمكة وقد أحرم ، فدخل على فاطمة بنت رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فوجدها قد حلّت وتهيّأت ، فقال : مالك يا بنت رسول الله؟ قالت : أمرنا رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ أن نحل بعمرة فحللنا. قال : ثم أتى رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ فلما فرغ من الخبر عن سفره ، قال له رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ : انطلق فطف بالبيت وحل كما حل أصحابك ، قال : يا رسول الله إنّي أهللت كما أهللت ، فقال : إرجع فاحلل كما حلّ أصحابك قال : يا رسول الله! إنّي قلت حين أحرمت : اللهمّ إنّي أهل بما أهل به نبيّك وعبدك ورسولك محمد ، قال : فهل معك من هدي؟ قال : لا ، فأشركه رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ في هديه وثبت على إحرامه مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ حتى فرغا من الحجّ ،