الدفاع عن الجاحظ
وقد أغرب الفضل ابن روزبهان إذ أنكر الحقيقة الراهنة ، فكذّب بغض الجاحظ ونصبه العداوة لأمير المؤمنين ـ عليهالسلام. فقال ـ مدافعا عن الجاحظ في جواب قول العلامة الحلي رحمهالله ـ :
« قال الجاحظ ـ وهو من أعظم الناس عداوة لأمير المؤمنين عليهالسلام : صدق علي في قوله : نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد ... ».
فقال الفضل ما نصه :
« أقول : ما ذكر من كلام الجاحظ صحيح لا شك فيه ، وفضائل أمير المؤمنين أكثر من أن تحصى ، ولو أني تصديت لبعضها لأغرقت الطّوامير.
وأمّا ما ذكر أن الجاحظ من أعدائه فهذا كذب ، لأن محبة السلف لا يفهم إلاّ من ذكر فضائلهم ، وليس هذه المحبة أمرا مشتهيا للطبع ، وكل من ذكر فضائل أحد من السلف ، فنحن نستدلّ من ذلك الذكر على وفور محبته إيّاه ، وقد ذكر الجاحظ أمير المؤمنين بالمناقب المنقولة ، وكذا ذكره في غير هذا من رسائله ، فكيف يحكم بأنه عدو لأمير المؤمنين!؟
وهذا يصح على رأي الروافض ، فإنّ الروافض لا يحكمون بالمحبّة إلاّ بذكر