وإن تصنيف الجاحظ رسالة فضائل المؤمنين ـ عليهالسلام ـ إنما كان يفيده لو لم يرتكب تلك القبائح ، ولم يطعن في فضائل الامام ـ عليهالسلام ـ في رسالة أخرى صنّفها في نصرة العثمانية.
ومع ذلك فإنا لا نستبعد اعتقاد الجاحظ بإمامة علي بعد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ولعله من هنا أثبت في رسالته في الفضائل أفضليته من غيره ، واعترف بمناقبه وفضائله التي لا تحصى ، ولكن دعته الدواعي الدنيوية والشهوات النفسانية إلى تصنيف الرسالة الأخرى ، التي زعم فيها كون الامامة بالميراث ...كما ذكره الشريف المرتضى والقاضي التستري رحمهما الله تعالى.
ونظير ذلك ما ذكره شمس الأئمّة محمد بن عبد الستار الكردي العمادي المتوفى سنة ٦٤٢ * ترجم له محيي الدين ابن أبي الوفا القرشي في ( الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ) بقوله : « كان أستاذ الأئمّة على الإطلاق والموفود اليه من الآفاق ، قرأ بخوارزم على الشيخ برهان الدين ناصر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي المطرزي صاحب المغرب ، ثم رحل إلى ما وراء النهر وتفقّه بسمرقند على شيخ الإسلام المرغيناني صاحب الهداية ، والشيخ مجد الدين المهاري السمرقندي المعروف بإمام زاده ، وسمع الحديث منهما ، وتفقّه ببخارى على العلامة بدر الدين عمر بن عبد الكريم ، والشيخ شرف الدين أبي محمد عمر بن محمد بن عمر العقيلي ... وبرع في معرفة المذاهب وإحياء علم أصول الفقه بعد اندراسه من زمن القاضي أبي زيد الدبوسي وشمس الأئمّة السرخسي ، وتفقه عليه خلق كثير ... ».
وترجم له محمود بن سليمان الكفوي في ( كتائب أعلام الأخيار من مذهب النعمان المختار ) بقوله : « الشيخ الامام الموفود اليه من الآفاق مرضي الشمائل ، جامع مكارم الأخلاق ، بدر الأمة ، شمس الأئمة ... أخذ عن كبار الفقهاء