كذّاب.
قال ابن صاعد : كفانا ما قال فيه أبوه.
ابن عدي : سمعت موسى بن القاسم بن الأسلت يقول : حدثني أبو بكر : سمعت إبراهيم الاصفهاني يقول : أبو بكر بن أبي داود كذّاب.
ابن عدي : سمعت أبا القاسم البغوي ـ وقد كتب اليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجدّه ، فلما قرأ رقعته قال : أنت والله منسلخ من العلم.
قال : وسمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول : أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله تعالى أنه قال : أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال : روى الزهري عن عروة قال : حفيت أظافير فلان من كثرة ما كان يتسلّق على أزواج النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ.
قلت : هذا باطل وإفك مبين ، واين إسناده إلى الزهري؟ ثم هو مرسل ، ثم لا يسمع قول العدو في عدوه ، وما أعتقده أن هذا صدر عن عروة أصلا ، وابن أبي داود إن كان حكى هذا فهو خفيف الرأس ، ولقد بقي بينه وبين ضرب العنق شبر ، لكونه تفوّه بمثل هذا البهتان ، فقام معه وشدّ متنه رئيس أصبهان محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني الذكواني وخلّصه من أبي ليلى أمير أصبهان ، وكان انتدب له بعض العلوية خصما ونسبت إلى أبي بكر المقالة ، وأقام عليه الشهادة محمد بن يحيى بن مندة الحافظ ، ومحمد بن العباس الأخرم ، وأحمد بن علي بن الجارود ، واشتد الخطب ، وأمر أبو ليلى بقتله ، فوثب الذكواني وجرح الشهود مع جلالتهم ، فنسب ابن مندة إلى العقوق ، ونسب أحمد الى أنه يأكل الربا ، وتكلم في آخر ، وكان الهمداني الذكواني كبير الشأن ، فقام وأخذ بيد أبي بكر وخرج به من الموت ، فكان أبو بكر يدعو له طول حياته ويدعو على أولئك الشهود. حكاها أبو نعيم الحافظ ثم قال : فاستجيب له فيهم منهم من احترق ، ومنهم من خلط وفقد عقله.