بما هي آراء لعلماء المسلمين ، لا بما هي انعكاسات مذهبية ، وبهذا أوجد خطابين حضاريّين :
خطاب حضاري عالمي على مستوى وضع القوانين والقواعد التي تلائم كلّ عصر ، وتلبّي حاجات الإنسان التي تكفّل الإسلام بها.
وخطاب حضاري آخر في داخل البيت الإسلامي ؛ إذ لا ريب في أنّ عرض الآراء ومناقشتها إن استحقّت ذلك ، يفتح أفقا جديدا أمام الفقهاء في تحليل المسائل وتلاقح الأفكار ، ممّا يؤدّي إلى الأخذ بالرأي الصائب في عملية الاستنباط بعد تمحيص تلك الآراء.
ومنها : أنّ التنظير للقواعد الفقهية المقارنة سوف يفتح باب الاجتهاد ولو على مستوى الدراسة المقارنة ، وهي خطوة أولى جديرة باهتمام الفقهاء والعلماء ؛ لفتح باب الاجتهاد أمامهم على مصراعيه ، فيشمل كلّ الحقول الإسلامية.
فالعالم والمجتهد الحصيف إذا ما تجذّر فيه الوعي التقريبي ، فسوف يضحى وسيلة فاعلة في تكريس التعايش الفكري والاجتماعي ، ويمكن أن يعبّر عن الموقف الحقيقي التي تراه المرجعية الدينية في الظروف الفعلية الراهنة التي تعيشها الأمة الاسلامية.
ومن هنا ندعو الفقهاء والعلماء ، ورجال التقريب الأفذاذ ، والنّخبة الواعية من المثقّفين ، أن لا يقفوا في بحوثهم عند نوع معيّن منها ، بل لتشمل المجالات المعرفية والفكرية ؛ كي تكون لغة الخطاب في إبراز الحضارة الإسلامية