الاتيان بتفسيرها وبيان معـناها معها ، وهو دليل على محبوبيتها عندهم عليهمالسلام ، ونحن نأتي بها بهذا العنوان لا غير.
بل في كلام الإمام علي بن الحسين « إنّه كان في الأذان الأولّ » (١) ما يؤكد تشريع « حيّ على خير العمل » في الإسراء والمعراج ، ودلالته على وجود عنوان الولاية في السماء وعلى ساق العرش ، لكنّ الآخَرين حرّفوه وغيّروه. ومن هنا حدثت المشكلة بين نهج علي ونهج الصحابة في الأذان.
هذا ، وإنّ في ما رواه الفضل بن شاذان ـ باسناد معتبر عند جملة من الاعلام (٢) ، ما يؤكد وجود عنوان الولاية في الأذان ، إذ جاء فيه : ... « ويكون المؤذّن بذلك داعيا إلى عبادة الخالق ومرغبا فيها ، مقرا بالتوحيد ، مجاهرا بالايمان ، معلنا بالإسلام ... » (٣).
وحين سأل إبراهيم بن طلحة بن عبيداللّه الإمام السجادَ ، لما قدم وقد قتل الحسين بن علي صلوات اللّه عليه ، قائلاً : يا علي بن الحسين من غَلَب؟ اجابه
__________________
بمضمونه وهذه طريقته المالوفة وسجيته المعروفة ، وهذا المعنى وان كان لم يصرح به إلاّ في صدر كتابه (من لا يحضره الفقيه) إلاّ ان المُتتبع لكلامه في كتبه ، والواقف على طريقته لا يخفى عليه صحة ما ذكرناه».
وبما ان الصدوق لم يذيل ما رواه في العلل وغيره بالطعن في متن أو سند الحديث نعلم ان مضمون تلك الاخبار مقبولة عنده.
(١) لا يخفى عليك بأنّ ليس للشيعة اذانان كما هي للعامة في اذان الفجر ، وبذلك فلا معنى للأذان الاول في كلام الإمام عليهالسلام إلاّ ما قلناه.
(٢) منهم السيد الحكيم في المستمسك ٨ : ٣٤٤ ـ ٣٤٦ والسيد الخميني في المكاسب المحرمة ٢ : ٥٥ والشيخ حسين آل عصفور في تتمة الحدائق ٢ : ١٤٣ ومستند الشيعة ٥ : ٤٣٥ مسالك الافهام ٢ : ٢٣ ، ذخيرة المعاد ١ : ٥١٠.
(٣) علل الشرائع ١ : ٢٥٨ ، وسائل الشيعة ٥ : ٤١٨ ، الفقيه ١ : ٢٩٥ / ح ٩١٤ ، والذي احتمله في كلام الإمام عليهالسلام هو التقديم والتأخير في كلمة الإسلام والايمان فيه ، وتكون العبارة : مجاهرا بالإسلام ومعلنا بالايمان ، وهذا ما يؤكده ذيل الخبر.