بوضع كتابي زيد النرسي وزيد الزراد ، في حين إنك قد وقفت على وجود طرق صحيحة للنجاشي والمفيد والطوسي رحمهم اللّه تعالى إلى هذين الكتابين ، وكان رجال تلك الطرق من وجوه الاصحاب وهي تجزم بأنّ الكتاب لزيد النرسي ، فلا يستقيم بعد هذا قول الشيخ الصدوق رحمهالله بأ نّه من وضع موسى الهمداني ؛ إذ كيف تكون من وضعه مع أن هناك طرقا صحيحة عن زيد وكتابه ، وهذا ما اكد عليه رجاليو الشيعة وفقهائهم في مصنفاتهم. وهي تشكّكنا في قبول كلامه رحمهالله على ظاهره ، بل تدعونا أن ندرسها مع ظروفها الموضوعية الحقيقية ، لنرى هل يمكننا الأخذ بكلامه ، أم أن ما قاله عن المفوّضة كان تقليدا لمشايخه أو تسرّعا منه في إطلاق الأحكام ، وهذا ما سنفصّله عند دراستنا لكلامه رحمهالله لاحقا (١).
جـ ـ ان دعوى زيادة من قال بالصيغ الثلاث في الأذان بقصد الجزئية دعوى كبيرة ، ولا نوافقه عليها ، خصوصا مع اختلاف صيغ الأذان عند المذاهب الشيعية المختلفة في العقيدة والمتّفقة في جواز إتيان هذه الجمل في الأذان ، فمنهم من يقول بها بعد الحيعلة الثالثة = « حي على خير العمل » ، والاخر قبلها ، وثالث بعد الشهادة بالرسالة.
والبعض منهم يقول : « أشهد أنّ عليا ولي اللّه » والآخر : « محمد وآل محمد خير البرية » ، وثالث « محمد وعلي خير البشر » ، ورابع ، وخامس.
كلُّ هذه الأمور تشكّكنا في قبول كلام شيخنا الصدوق بأ نّهم يأتون بها على أنّها أجزاءٌ ، بل الثابت عنهم أنّهم يأتون بها بقصد القربة المطلقة أو للتيمن والتبرك ، ولمحبوبيتها الذاتية.
__________________
(١) في القسم الثالث من الفصل الاول الاتي في صفحة ٢٤٣.