وقد أخرجها الشيخ الصدوق في أماليه ، قال : حدثنا محمّد بن علي بن ماجيلويه رضياللهعنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثني سهل بن زياد ... ، وساق ما أخرجه الكليني سندا ومتنا (١).
وروى الصدوق في « كمال الدين » بسند متّصل إلى ابن أبي حمزة الثمالي ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه ، قال : قال رسول اللّه : حدّثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله أنّه قال : « من علم أن لا إله إلاّ أنا وحدي ، وأنّ محمدا عبدي ورسولي ، وأنّ علي بن أبي طالب خليفتي ، وأنّ الأئمة من ولده حُججي » أدخلته الجنّة برحمتي ، ونجّيته من النار بعفوي ، ومَن لم يشهد أن لا إله إلاّ أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ محمّدا عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أنّ الأئمّة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغّر عظمتي وكفر بآياتي ... (٢).
فإذا كان اللّه قد أمر ملكا بأن ينادي بهذه الشهادات الثلاث ، فهو يعني محبوبيتها وكمال الحسن في الإتيان بها عنده ، لأنّ اللّه لا يأمر بشيء عبثا إلاّ وفيه مصلحة ، فكيف يُشكَل على العامل بها في الحياة الدنيا ، لا على أنّها أمر من اللّه سبحانه واجبٌ في خصوص الأذان ، بل لأ نّها محبوبة عنده سبحانه وتعالى بنحو مطلق ، أي من دون اعتقاد الجزئية.
فإِذَنْ مضمون الشهادة بالولاية في الأذان لم يكن منافيا للشريعة حتّى يقال بحرمة الإجهار بها ، بل هو جاء ضمن السياق المأمور به في الشريعة.
__________________
رواياته ، إلاّ أنّه فطحيّ على احتمال ، وأمّا سهل بن زياد فمختلف فيه ، والأقوى عندنا وثاقته. والحاصل : فالرواية حسنة أو موثّقة.
(١) امالي الصدوق : ٧٠١ / ح ٩٥٦ ، وعنه في بحار الانوار ٣٧ : ٢٥٩ / ح ١٠.
(٢) اكمال الدين : ٢٥٨ / ح ٣ ، من الباب ٢٤ ، وأخرجه الخزّار القمي بسنده عن علي بن أبي حمزة عن الإمام الصادق عليهالسلام كما في كفاية الأثر : ١٤٤ / باب في النصوص على الأئمة الاثني عشر. وهو في الاحتجاج للطبرسي ١ : ٨٧.