وفي اُخرى عن عبداللّه بن مسعود أنّه كان يقرأ قوله تعالى ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) بعلي بن أبي طالب صهرك (١).
والباء في ( بعلي ) للسببية ، أي بسبب علي بن أبي طالب سيبقى ذكرك وأنّه سيحفظ شريعتك من الضلال ، وأنّ كلمة ( صهرك ) فيها إشارة إلى ديمومية النهج النبوي بواسطة علي وفاطمة وآل البيت الطاهرين المطّهرين ، وهو معنى آخر لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « خلفائي اثنا عشر كلّهم من قريش » (٢) وهم عليّ والأحد عشر من ولد فاطمة ، وهو كذلك بيان ضمنيّ لمعنى « لا تصلّوا عَلَيَّ الصلاة البتراء » ، بل قولوا : « اللهم صَلِّ على محمد وآل محمد » و « حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا » (٣) و « أنا وعليّ أبوا هذه الأمة » (٤) ، و « فاطمة أم أبيها » (٥) ، وغيرها من الأحاديث الكثيرة الدالة على الاقتران ووحدة الملاك بين الرسالة والإمامة ، وهي التي جاءت نصّا وإجمالاً في كثير من الأمور العبادية والأدعية في أطار الصلاة على محمدٍ وآل محمد.
وبما أنّ اللّه رفع ذكر الرسول في الأذان ، والتشهد ، والخطبة ـ كما في روايات العامة والخاصة ، ولمناسبة الحكم والموضوع بين النبي والوصي ، ولوحدة الملاك
__________________
(١) نفس الرحمن في فضائل سلمان للنوري : ٤٦٣ عن الفضائل المنتخبة عن سلمان ، عن النبي أنّه قال : أوحى اللّه تعالى إليّ ليلة المعراج : يا محمد رفعت ذكرك بعلي صهرك. وانظر الروضة لابن شاذان : ١٦٨ كذلك.
(٢) صحيح البخاري ٦ : ٢٦٤٠ / ح ٦٧٩٦ ، صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٢ / ح ١٨٢١.
(٣) سنن ابن ماجة ١ : ٥١ / ح ١٤٤ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٥٨ / ح ٣٧٧٥ قال : حديث حسن ، وإنّما نعرفه من حديث عبداللّه بن عثمان بن خثيم ، وقد رواه غير واحد عنه. ورواه الحاكم في المستدرك ٣ : ١٩٤ ، قال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٤) المفردات في غريب القرآن : ٧ ، اتّفاق المباني وافتراق المعاني : ٢٣٣ ، علل الشرائع ١ : ١٢٧ ، الغارات ٢ : ٧١٧ ، ٧٤٥.
(٥) المعجم الكبير ٢٢ : ٣٩٧ / ٩٨٥ ، المقتنى في سرد الكنى ٢ : ١٦٧ ، الاستيعاب ٤ : ١٨٩٩ ، تاريخ دمشق ٣ : ١٥٨ ، الإصابة ٨ : ٥٣ / الترجمة ١١٥٨٣ ، لفاطمة الزهراء سلام اللّه عليها.